متى يمكن تحديد وضع المشيمة ومكانها بشكل دقيق؟
ان المشيمة تتكون منذ بدء تكون الجنين في الرحم، وتنمو وتكبر بمرور شهور الحمل ونمو الجنين، ويكون وضعها ومكانها واضحًا جدًّا منذ الشهر الرابع للحمل، ولكن عادة لا يُجزم الأطباء بوضعها ومكانها النهائي قبل الأسبوع الـ28 للحمل، أي قبل حلول نهاية الشهر السابع تقريبًا، لأنها في ذلك الوقت تكون قد اتخذت الوضع المستقر والدائم حتى الولادة بنسبة 90%. في ذلك التوقيت، يحدد الطبيب مكان المشيمة، فإما أن تكون في وضعها الطبيعي أعلى الرحم، أو في بعض الحالات الاستثنائية تتكون في أسفل الرحم منذ بداية الحمل، وتظل هكذا حتى موعد الولادة وتسمى حينها المشيمة النازلة أو المتقدمة أو الأمامية.
ماذا يعني نزول المشيمة؟ وما تأثيره على الحمل والولادة؟
وضعية المشيمة النازلة تمنع الأم من الولادة الطبيعية، أو في أحسن تقدير تقلل فرص حدوثها لتجنب حدوث النزيف -لا قدر الله- وقت الولادة، ويكون القرار الأمثل هو الخضوع للقيصرية. وتؤثر كذلك وضعية المشيمة على وصول الغذاء بشكل طبيعي وكافٍ للجنين، ولكن يمكن تجنب ذلك تمامًا بالمتابعة الدورية بأشعة "الدوبلر" في كل مرة للتأكد من سلامة الدورة الدموية للمشيمة.
المشيمة النازلة لها وضعان رئيسيان، هما: الوضع الأول للمشيمة النازلة:
المشيمة النازلة بشكل جزئي، وفي هذه الحالة تكون المشيمة متقدمة عن الجنين أي في وضع أمامي، ولكنها لا تغطي عنق الرحم بالكامل بل بشكل جزئي. وفي هذه الحالة بنسبة كبيرة ترتفع المشيمة مرة أخرى لأعلى عنق الرحم مع تقدم الحمل وكبر حجم الرحم والجنين فيجذبها لأعلى مرة أخرى، ولذلك في هذه الحالة لا يُجزم الطبيب بوضع المشيمة النهائي قبل الشهر الثامن لأن احتمالية ارتفاعها تكون عالية جدًّا.
الوضع الثاني للمشيمة النازلة: المشيمة النازلة بالكامل، وهي المشيمة المتقدمة التي تغطي عنق الرحم بالكامل وتسده، وإذا كانت هناك ولادة قيصرية سابقة للأم فإن هذا الوضع للمشيمة يغطي مكان جرح الولادة الأولى أيضًا. ويكون في أسوأ حالاته إذا كانت المشيمة ملتصقة بجدار الرحم مكان الجرح القديم، في هذه الحالة لا تتحرك من مكانها مهما تقدم الحمل وكبر حجم الرحم والجنين. بل إن نسبة الخطورة تكون في أعلى معدلاتها من حيث حدوث نزيف -لا قدر الله- أو حدوث انفصال للمشيمة مع نمو الجنين، أو عدم وصول الدم والغذاء والأكسجين بشكل كافٍ لنمو الجنين واكتمال الحمل، وهذه الحالة تتطلب متابعة دورية ودقيقة من الطبيب حتى موعد الولادة لتجنب المضاعفات السيئة.
أسباب المشيمة النازلة أو الأمامية النزيف المهبلي دون ألم هو العرض الرئيسي للمشيمة النازلة، الذي يكتشفه الطبيب لاحقًا بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة رباعية الأبعاد 4D، وقد تحدث تقلصات عند بعض الحوامل. بشكل عام لا يوجد سبب مباشر لتكون المشيمة في الجدار الأمامي للرحم أي حدوث المشيمة النازلة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة تكون المشيمة النازلة، وهي:
إجراء جراحات سابقة في الرحم مسببة ندبات واضحة.
الولادة القيصرية السابقة وحدوث التصاقات في الرحم.
تقارب الوقت بين موعد الولادة القيصرية والأخرى. الحمل بأكثر من جنين مثل التوائم الثنائية والثلاثية.
الإصابة بحالة المشيمة النازلة نفسها في حمل سابق.
القيام بمجهود مضاعف في أثناء الحمل.
إصابة الأم بالضغط أو السكر، أو كان عمرها فوق 35 سنة.
التلقيح الصناعي.
وضع الرحم غير الطبيعي (الرحم المقلوب).
كيفية التعامل مع نزول المشيمة ؟
الراحة التامة وتجنب المجهود والحركة المفاجأة وصعود أو نزول السلالم.
أخذ الفيتامينات والمقويات اللازمة وقت الحمل، والمتابعة الدورية مع الطبيب بشكل مستمر.
تجنب السفر وقيادة السيارة لمسافات طويلة. النقليل من ممارسة الجماع -إذا طلب الطبيب- عند حدوث نزيف أو استمر وضع المشيمة حتى الثلث الأخير من الحمل لتجنب النزيف الشديد.
وأخيرًا، إذا كنتِ في بداية حملك وأخبركِ الطبيب بأنكِ تعانين من نزول المشيمة، فلا تقلقي، غالبًا سترتفع بعد ذلك بشكل طبيعي للأعلى، إذا كانت غير منغرسة بجدار الرحم الأمامي. وحتى إذا لم يحدث وتابعت حملك بشكل طبيعي حتى الشهر التاسع دون مضاعفات سابق ذكرها وكانت حالة جنينك جيدة ومكتمل النمو، سيتخذ طبيبك قرار الولادة القيصرية بشكل نهائي، تجنبًا لحدوث نزيف قوي يهدد حياتك أو حياة الطفل وقت الولادة.