مشاكل الحمل الشائعة
سكري الحمل
يحدث سكري الحمل عندما يَعجز الجسم عن إفراز الانسولين – الهرمون الذي يُخفِّض مستويات السكر في الدم إلى الحدود الطبيعية – بكميات تتناسب مع الزيادة في الاحتياجات التي تصاحب الأم الحامل، فتبقى مستويات السكر مرتفعة؛ مما يَضطرالأم الحامل لأخذ بعض الأدوية أو الانسولين لخفض مستويات السكر، ولا يَعبُر الانسولين عبر المشيمة لذا فلا تأثير له على الجنين.
يحدث سكري الحمل في النصف الثاني من الحمل ويتم اجراء اختبار تحمل الجلوكوز بين الاسبوع الرابع والعشرين والاسبوع الثامن والعشرين.
ويؤثر على 18 امرأة من بين 100 حامل. وفي حال عدم السيطرة عليه قد تظهر أعراض كالشعور بالعطش والجوع وكثرة التبول.
يمكن للعديد من العوامل أن تساهمَ في زيادة احتمالية حدوثه:
كون الأم تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
أن تكون الأم قد أنجبت مولوداً بحجم فوق الطبيعي (5 كجم) سابقاً.
أن يكون لديها تاريخ عائلي لمرض السكري.
أن تكون قد أصيبت بسكري الحمل في أحمال سابقة.
إذا كانت تعاني من تكيس المبايض.
في الغالب لا تتأثر الأم أو جنينها في حال تم تشخيص المرض والسيطرة عليه، أما في حال لم يكتشف فقد يتعرض الجنين لخطر زيادة حجمه لما هو فوق الطبيعي مما يضطر الحامل للولادة القيصرية، والأخطر من ذلك؛ قد يسبب وفاة الجنين. وقد تصاب الأم بنزيف شديد بعد الولادة.
يعود الجسم إلى وضعه الطبيعي بعد الولادة لكن اللواتي تعرضن لسكري الحمل يكنّ أكثر عرضة لاحقاً للإصابة بالسكري أو بسكري الحمل في الأحمال التالية. أما بالنسبة للطفل المولود فهو أكثرعرضة للإصابة بالسمنة والسكري لاحقاً.
التعديل لنظام حياة صحي، وممارسة الرياضة، وتعديل الوزن؛ يقلل من احتمالية الإصابة بسكري الحمل. وفي حال التشخيص بالمرض، فإن مراقبة سكر الدم والسيطرة عليه بالإضافة للنظام الصحي؛ يقلل من الأخطار التي يمكن أن تحدث.
التسمم الحملي
هي احدى أخطر مشاكل الحمل التي قد تسبب الوفاة، يتصف بنوبات حادة، فقدان في الوعي وتهيجات ناتجة عن تأثير ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل على نشاط الدماغ. قد يسبق هذه الأعراض آلام في الرأس، دوار، واضطراب في الرؤية، ويصاحبها ما يعرف بالبروتينيوريا؛ وهو تواجد كمياتٍ من البروتين في البول، ناتجةً عن تعطل وظيفة الترشيح في الكلى.
تزداد احتمالية الإصابةِ بتسمم الحمل عند اللواتي يعانين من مرض الضغط المزمن أو الحملي أو مرض السكري، الحاملُ بتوأمٍ أو ثلاثة، في الحمل الأول، وإذا كانت الأم الحامل فوق سن الخامسة والثلاثين أو تحت سن العشرين.
تأثيره على الجنين: يؤثر التسمم على المشيمة -المسؤولة عن نقل الغذاء والأكسجين من دم الأم إلى جسم الطفل-، وذلك عندما يقلل ارتفاع الضغط من تدفق الدم عبر الأوعية فيَقِلُّ وصول الغذاء والأكسجين إلى الجنين مما قد يؤدي إلى ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي أو يؤدي حتى إلى وفاة الجنين
الحل الوحيد في هذه الحالة هو ولادة الطفل إما بالطلق الصناعي أو قيصرياً.
النزيف خلال الحمل
يحدث النزيف لأسباب عديدة في بداية الحمل، أوسطه، أو في الأشهر المتأخرة منه، ولا يعد ذلك دائماً مؤشراً للخطورة وإنما تختلف خطورته بحسب المسبب له.
النزيف خلال الثلث الأول:
قد يسبب انزراع البويضة المخصبة داخل بطانة الرحم ظهور بقع من الدم في الأيام الستة-الإثنى عشر الأولى من الحمل، يعد ذلك أمراً طبيعياً وشائع الحدوث.
في حالات أقل شيوعاً يصاحَب النزيف بظهور أنسجة في المهبل، ومغص حادّ في أسفل البطن، يمكن أن تشير هذه الأعراض إلى فقدان الجنين ووجوب الإجهاض. لكن لحسن الحظ نادراً ما يحدث ذلك فأكثر من 90% ممّن تعرّضن للنزيف لم يضطرِرن للإجهاض.
يمكن أيضاً أن يحدث النزيف نتيجة الحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ؛ يعني ذلك انزراع البويضة المخصبة في مكان ما خارج الرحم وعادة فيما يعرف بقناة فالوب، مما قد يسبب انفجار القناة وتعريض حياة الأم للخطر، فيتم في هذه الحالة التخلص من البويضة إما بالأدوية أو بالطرق الجراحية.
تعد هذه الحالة أيضاً نادرة الحدوث.
النزيف خلال الثلثين الثاني والثالث:
أحد أسباب النزيف في هذه الفترة انفصال المشيمة عن جدار الرحم جزئياً أو كلياً، مما يقلل أو يوقف وصول الأكسجين والغذاء لجسم الطفل، ويجمّع الدم بين المشيمة والرحم. تفقد الحامل في هذه الحالة كميات كبيرة من الدم، وقد يسبب أيضاً وفاة الجنين.
من الأسباب الأخرى للنزيف أيضاً تواجد المشيمة أسفل الرحم فتغطي عنق الرحم أو فتحة قناة الولادة، ويكون النزيف في هذه الحالة غير مصاحبٍ بألم. ويُضطر في هذه الحالة إلى التدخل الطبي أو الولادة القيصرية.
في حال صوحِب النزيف بإفرازات مهبلية، آلام في أسفل الظهر، وانقباضات في الرحم، بالإضافة لخروج سدادة عنق الرحم المخاطية قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل؛ قد يعتبر ذلك دليلاً على الولادة المبكرة.
في حال حدوث النزيف يتوجب على الحامل ملاحظة كميات الدم المفقودة ونوع الإفرازات المصاحبة ليسهل على الطبيب تشخيص المشكلة.